وصف البرنامج

الإسكندرية غنية عن التعريف. ثاني أكبر مدن مصر، وثاني أكبر مدن البحر الأبيض المتوسط القديمة، ومصدر إلهام قديم للفلاسفة والرسامين والكتاب والشعراء وصناع السينما، وأشهرهم يوسف شاهين (ثلاثية الإسكندرية، محطة القاهرة) وشادي عبد السلام (ليلة عد السنين).

في الآونة الأخيرة، منذ التحول إلى الديجيتال في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبداية تسويق السينما المصرية بشكل مفرط، ظهرت طاقة إبداعية جديدة في الإسكندرية، تتشكل في مجموعة متفرقة ولكن مترابطة من الأفراد الذين ينتجون أفلامًا بإمكانيات محدودة ومستقلة. وبعيداً عن آلة الإنتاج الطاحنة في القاهرة، ومع عدم وجود مدرسة سينمائية حكومية تفرض نظامها الاستبدادي، فإن الإسكندرية هي أرض خصبة طبيعية لموجة جديدة. من تبقى منهم يقاومون النزوح الجماعي إلى العاصمة، وهنا تبرز الحاجة إلى الحيلة والمرونة. 

يحمل صانعو الأفلام هؤلاء المدينة تحت جلدهم: أصواتها وروائحها، خرابها ودمارها، جمالها المؤلم. كيف يمكن للمرء ألا يكون رومانسيًا تجاه الإسكندرية؟ ومع ذلك، فإن لغتهم السينمائية مباشرة - السينما الواقعية - ودافعهم القهري هو توثيق كل ما يتلاشى أمام أعينهم: المباني والقصص والأشخاص - حيث يطاردهم الغياب كأشباح الأشباح. 

في هذه المدينة المطلة على البحر، كما هو الحال في هذه الأفلام، هناك الكثير من الأشياء التي تغلي تحت السطح. في صراعها مع الذكريات والرغبات والمخاوف ومسيرة الزمن التي لا تهدأ، لا تزال الإسكندرية - والسينما التي تولدها - مصدر إلهام.

عن القيّمين

KINO CAIRO هي مجموعة لصناعة الأفلام ملتزمة بمشاهدة ومناقشة وإبداع سينما ملهمة. وتسعى من خلال أنشطتها إلى بناء إطار عمل لثقافة بديلة لصناعة الأفلام ورعاية الجيل الناشئ من صانعي الأفلام المصريين المستقلين.

بدأوا كنادٍ سينمائي ينظم عروضًا سينمائية منظمة في جميع أنحاء القاهرة، وتشمل مشاريعهم الإنتاجية الأخيرة مسابقة "تو فايف" للأفلام القصيرة "سوبر 8" التي تُوِّجت بمهرجان لصناعة الأفلام وعرضها في سينما زاوية في سبتمبر 2024.